من ذاكرة التاريخ

قال الله تعالى { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (27) } سورة آل عمران - الآية 26-27


ففي تاريخنا الإسلامي الطويل ، أمثلة ناصعة خالدة للعلماء الصادعين بالنصح لأولي الأمر، الذين كانوا السند المتصل عبر الأجيال للنصيحة الفصيحة رغم جبروت البعض وطغيان الآخرين. فهناك ثلاث وصايا ليست بالغريبة  على ذوي العقول وهي « لللإسكندر المقدوني » وهو على فراش الموت...

في أثناء عودته من .. احدى المعارك التي حقق فيها اننتصاراً كبيراَ ، وحين وصوله إلى مملكته ، اعتلت صحة الأسكندر المقدوني ولزم الفراش شهورا عديدة ، وحين حضرت المنية الملكـ الذي ملك مشارق الأرض ومغاربها ، وأنشبت أظفارها،

أدرك حينها الإسكندر أن انتصاراته وجيشه الجرار وسيفه البتَّار وجميع ما ملك سوف تذهب أدراج الرياح ولن تبقى معه أكثر مما بقت ، حينها جمع حاشيته وأقرب المقربين إليه ، ودعا قائد جيشه المحبب إلى قلبه ، وقال له : إني سوف أغادر هذه الدنيا قريباً ولي « ثلاث أمنيات » أرجوك أن تحققها لي من دون أي تقصير. فاقترب منه القائد وعيناه غارقةً بالدموع وانحنى ليسمع وصية سيده الأخيرة .


قال الملك : وصيتي الأولى « أن لا يحمل نعشي عند الدفن إلا أطبائي ولا أحد غير أطبائي »

والوصية الثانية « أن ينثر على طريقي من مكان موتي حتى المقبرة قطع الذهب والفضة وأحجاري الكريمة التي جمعتها طيلة حياتي »

والوصية الأخيرة « حين ترفعوني على النعش أخرجوا يداي من الكفن وأبقوها معلقتان للخارج وهما مفتوحتان »


حين فرغ الملك من وصيته قام القائد بتقبيل يديه وضمهما إلى صدره ، ثم قال: ستكون وصاياك قيد التنفيذ وبدون أي إخلال ، إنما هلاَّ أخبرتني سيدي في المغزى من وراء هذه الأمنيات الثلاث ؟ أخذ الملك نفساً عميقاً وأجاب: أريد أن أعطي العالم درساً لم أفقهه إلا الآن .

أما بخصوص الوصية الأولى : « فأردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر لم ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع إليهم إذا أصابنا أي مكروه ، وأن الصحة والعمر ثروة لا يمنحهما أحد من البشر »

وأما الوصية الثانية : « حتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباء منثوراً ، وأننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب » وأما الوصية الثالثة : « ليعلم الناس أننا قدمنا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي وسنخرج منها فارغي الأيدي كذلك »

كان من آخر كلمات الملك قبل موته :

« أمر بأن لا يبنى أي نصب تذكاري على قبره بل طلب أن يكون قبره عادياً، فقط أن تظهر يداه للخارج حتى إذا مر بقبره أحد يرى كيف أن الذي ملك المشرق والمغرب، خرج من الدنيا خالي اليدين »

Google Ads

هذا الحساب تابع لمدونة مدون محترف وهو خاص بقوالب بلوجر التي نقوم بتعريبها

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة