النقد المُر

النقد الحقيقي البناّء هو أمر مرغوب به حتى لو كان مؤلماً بعض الشيئ, لكن ماذا نقول في نقد أهل الباطل وأهل الحسد ؟ قد تحصل على ترقية في وظيفتك بجدارة واستحقاق فيقولون (واسطته قويّة). قد يفتح الله لك أبواب رزقه فتشتري سيارة فخمة فيقولون (أمواله بالحرام). قد تنجح في تخصصك بالدراسة العليا فيقولون (دراسته على الفاضي لا يوجد عمل في هذا المجال). قد يتم تعيينك إماماً للمسجد فيقولون (في أفضل منه). قد تفتتح قناة إسلامية جديدة فيقولون (احذروا هذه القناة). قد لا توفّق بعمل معيّن بعد نجاحات كثيرة فيقولون (إنسان فاشل). قد ينجح مشروعك على الانترنت فيقولون (هذا إنسان متكبّر) واذا قلت لا اله الا الله فيقولون (نيته غير صافية)


هنالك فئة متربصّة لكل نجاح ولكل إنجاز. فئة لا ترحم, همّها الوحيد أن تشفي غليلها وأن تطفئ نار الحسد المتأججّة عن طريق النقد الباطل, فئة لم يطهر قلبها من الحسد, الحقد والدغل. يقول الشاعر:

    وإذا الفتى بلغَ السماءَ بمجدهٍ ……………………….. كانت كأعدادِ النجومِ عداهُ

لو كنت انسانا بلا قيمة أو لو كنت تافهاً فلن تسمع كلمة نقد واحدة, الكل سيبتسم لك (ويمدحك) فالناس لا ترفس كلباً ميّتاً واذا (أخطأت) وتحولت الى انسان صالح وفُقتهم أدباً أو علماً أو مالاً أو موهبةً فيا ويلك منهم ! هذه هي الحياة, هنالك من سبّ الله جل جلاله وهنالك من شتم الرسول صلوات الله عليه وهذه الفئة المريضة موجودة منذ خلق البشرية وستبقى متواجدة حتى قيام الساعة فلا تتعب نفسك ولا تناقشهم أو تجادلهم بل تجاهلم وأعرض عنهم واصبر واحتسب لأن الكلام معهم لا يجدي نفعاً فهم لا يبحثون عن النقد البناّء بل يبحثون عن النقد الباطل, المر والمدمّر. هذا المرض لا علاج له إلا التوبة الصادقة الى الله عز وجّل, التوبة التي تطهّر القلب وتجعله سعيداً وراضياً بما قسم الله له.

Google Ads

هذا الحساب تابع لمدونة مدون محترف وهو خاص بقوالب بلوجر التي نقوم بتعريبها

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة