أصدقاء أم ذئاب بشرية

يقولون بأن الصديق الحقيقي كثيراً ما يكون حفل تجارب...!!
فأنا أسفٍ لم أجد صورة تعبر عن الصداقة إلا صورة أطفالٍ تعبر عن ذلك ربما أخطأت أثناء البحث أو أنه لا يوجد صداقة حقيقية بريئة فعلياً إلا عند الأطفال.


فقد قال أحد الحكماء في وصف الصاحب أو الصديق : « اصحَبْ مَن إن صحبْتَه زانك، وإنْ خدمْتََه صانَك، وإن أصابتْكَ خصاصةٌ مانََك، وإن رأى منك ثلَّمةً –أي خللاً- سدَّها، وإن رأى منك حسنةً عدَّها، وإن رأى منك سيئةً ستَرَها، وإن سألْتَهُ أعطاك، وإن تعفَّفْتَ عنه ابتداك، وإذا نزلَتْ بك نازلةٌ واساك، وإن عاتبْكَ لم يحرمك، وإن تباعدْتَ عنه لم يرفضْكَ، وإذا قلتَ صدّق قولَك، وإن تنازعتما في حقٍّ آثرك ».
وهذه الصفات: يأخذ الإنسانُ فيها بالأمثل فالأمثل بقدر الطاقة والوسع؛ وأمّا الكمالُ فشحيح في هذا العصر!

وقيل أيضاً : إن من أخصٍّ صفات الصديقِ ذكرَه أخاه في غيبته بخير، وحُسنَُه ظنّه به، ونُصحَِه إن بدا منه ما يسوء على انفراد، وودَعه التحاسد والتباغض، وأن ينام الصديقان وليس في قلب أحدٍ منهما على الآخر شيئًا، وأن الصديقَ الحقيقي من يَصدقُك لفضائلك، لا لذةٍ تحصل بالجلوس والحديث معك، ولا منفعةٍ تُرتجى من ورائك، وأن « كل صداقة لا تزيدك قرباً من ربك وعلواً في همتك ورقياً في علمك فهي صداقة خاسرة ».

ولكن شتان هذا الفرق بين صديقٍ حينما يظهر على حقيقته وتبدوا مساوئَه عظيمة .. هنالك تشعر بأن هناك خلل ما.
فهنالك صديق إذا همست في أذنه سِراً أذاعه علي الملأ، وإذا يوماً بكيت أمامه مثلاً فإنه يضحَك عليك ويسخَر منك، وهوا الذي إذا نجحت يوماً فإنه ينزعج، وهوا الذي إذا زاده الله بعضاً من المال ظنَّ بأنه يبيع ويشتري الشرفاءُ بماله، لكنه دائماً حقودٌ وحسودٌ لا يهدأ له بالٌ إلاَّ وهوا يراقبك ينتَهز الفرصة لاقتلاعك أو زرع أشواكٍ في طريقك حتى لا تعتلى أسواره الوهميةَ في نظره.
 فهناك من الأصدقاء من يكيدُ بك، فهم طُغمةٌ مأفونة من البشر، منغرسين في الكذب والنفاق حتي آذانهم، يمتلكون الآلاعيب، ويمتازون بالولوغ في إناءِ الحقائق، مصَّاصِين دماءٍ، ذئابٌ بشريةٌ، وكثيراً مايبررون أعمالهم أمامك وحتي من ورائك، فهم دائماً وأبداً لا يكترثون.

الصداقة كم من صديقٍ باللسـان وحينمــا
----------------------------------------
تحتاجــه قد لايقـــــــــــــــوم بــــــــــواجبٍ
ان جئت تطلب منـــــــــه عونــــــاً لم تجد
إلا اعتذار بعــــــــــــد رفـــــع الـــحواجب
تتعثر الكلمـــــــــــــات فـي شفتيـــــــــــــه
والنظــــــرات في زيــــــغ لأفق ذاهــــــبٍ
يخفي ابتسامـــتــه كــــــــــأنك جئتـــــــــه
بمصــــــــــــائب يرميــــنه بمــــــــــصائبٍ
والصحـــــــب حولـك يظهــــرون بـــأنهـم
الأوفياء لأجل نيــــــــــــــــــل مـــــــــآربٍ
واذا اضطررت اليهـــــــــــمو او ضـــاقت
الأيام مالك في الـــــورى من صــــــاحبٍ
جرب صديقــــــك قبـــــــل أن تحتـــــــاجه
إنَّ الصديـــــق يكون بعـــــــد تجـــــــاربٍ
أما صداقــــــــــات اللســـــان فــــــــــانها
مثل السراب ومثـــــــــل حــــلم كـــــــاذبٍ

ويقال في القصص والروايات الصغيرة أو حتي فى الأمثال والشعر احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة ، فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة .
فالصديق الكاذب تجده دائماً مايسخر منك أويضحك عليك بابتسامته الساخرة أو الكاذبة فأنا أحترم الصداقة بمعناها الحقيقي غير المتجرد من مصدره « الصدق ».
ولو أني أتسائل يوماً أين سـيصلُ الكاذبون ؟
دائماً مايكون إلى طريقٍ مفترقً , أو إلى وجوهٍ تُشبههم . ولكني أتسائل أيضاً يا تُري أين هوا  سوق الأقنعة « التي تُباع فيها أقنعتهم , من هم البائعون ؟ ولِمَ يختارون هذه التجارة بالذات ! أقنعة جميلة المنظر قبيحة المحتوى يختبئ خلف أروقتها بشرٌ لادستور لهم في الأخلاق , فهم يمتطون دائماً جواد الإبتسامة ». 
وهناك من يقول : بأن الصداقة الحقيقية - هي التي لا تُبنى على مصلحةٍ شخصية, ولا يُعَكِرُ صَفوها الزمن مهما حدث بينهما من خلافاتٍ ومهما وصلت المُشَاداتُ بالكلمات والانفعالات, ومهما طال فراق الأصدقاء فلكل منا ظروفه الخاصة والتي يجب أن نحترمها ونقدرها فلكل واحدٍ منا أسلوبة وطبيعتة التي يعيشها.
وهناك من يقول أيضاً : جاور السعيدَ تسعدُ فهناك من ينشر السعادة في رحابك ليس جهداً منه لإسعادك بل مايتناثر من أنحاءه بشاشةً تصل إلى من حوله انتشاراً لتضئ حياتهم بهجة من بعض ابتسامته ,هم أولئك المتكئون على عرش الأفق عالياً لاتستطيع إيواء الشكوى إليهم خجلاً من سعادتهم المُفرطَة، يستخلصون حُلو الكلام ويداوون الجرح بأكمله لـ سعادتهم رمزاً لايفهمها سواهم , يملكون روحاً لاتليق إلاّ للعشّاق حين اكتمال البدر ,أستمِعُ إليهم بضميرٍ يؤنب حال شكواي إليهم لأتراجع خوفاً من أن أَغشى على سعادتهم بغشاوةٍ سمراءٍ ثقيلةُ الرحيلُ.

وأقول كما قال الإمام الشافعي :


إِذا المَرءُ لا يَرعـــــــــــــــــاكَ إِلّا تَكَــــــــــــــــلُّفاً
فَدَعـــــــــهُ وَلا تُكثـــــــــــــــــــــــــِر عَلَيهِ التَأَسُّـفا
فَفِي النَّـــــاسِ أبـــــــــــــــــــْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحـة ٌ
وفي القلبِ صبــــــــــــــرٌ للحبيــــــــب ولو جــــــفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْــــــــــــــــــــوَاكَ قلــــــــــــبهُ
وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَــــــــــــــــــــــــه لَكَ قَدْ صَفـــــــَا
إذا لم يكن صفـــــــــــــو الــــــــــــوداد طبيــــــــعة ً
فلا خيرَ فـــــــــــــي ودٍ يجـــــــــــــــيءُ تكـــــــــلُّفا
ولا خيرَ فــــي خلٍّ يخـــــــــــونُ خلــــــــــــــــــــيلهُ
ويلقاهُ من بعدِ المــــــــــــــــــــــــــودَّة ِ بالجفــــــــا
وَيُنْكِرُ عَيْشـــــــــــــاً قَدْ تَقَــــــــــــــــــــــــادَمَ عَهْدُهُ
وَيُظْـــــــــــــهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْـــسِ قَدْ خَــــــــــــفَا
سَـــــــــــــــلامٌ عَلَى الدُّنْيــــــــــــــَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا
صديق صــــــــــــــــــدوق صادق الوعد منصـــــفا

وأختم كلماتى بهذه المقولة الجامعة وهي :


« بأنني لن أتنافس مع آي شخصٍ يريد أن يأخذَ مني حبيبٌ أو صديقٌ أو أخ أو قريب.. » فأنا أٌفسِحُ له المجال لأني أؤمن بأن من : يريدني - لن يتركني..».

Google Ads

هذا الحساب تابع لمدونة مدون محترف وهو خاص بقوالب بلوجر التي نقوم بتعريبها

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة